٢٠٠٨/٠١/١٣

و بضدها يتميز الأزواج!

شروط الأزواج التعجيزية!

      إن تطلعات الخطيب في كثير من الأحيان لا تتفق مع طموح أهله الذين يريدون له زوجة مستقبلية تتسم بالكمال شكلاً و مضموناً، معتقدين ان ابنهم أفضل الأبناء (فالقرد في عين امه غزال)!، دون اعتبار لحق الطرف الآخر في ممارسة هذا السلوك النرجسي البغيض، و قد ينساق المتأهب للزواج خلف رؤية أهله؛ فيركب رأسه الغرور، و يضع شروطاً معجزة و مواصفات مستحيلة!، و بعد أن يفشل الخاطب في تحقيق شروطه الموضوعة لاختيار عروسه، يعود أدراجه للاستمساك بالحكمة البليغة (خير الأمور أوسطها)، فيبحث عن عروس تكون مقبولة:
بين الجمال و الدمامة، و بين الطول و القصر، و بين البياض و السمرة، بين الغنى و الفقر، و بين الحور و العمى، و بين الهزر و الجد، و بين الخدر و الرعونة، و بين الجنون و العقل!، تطبيقاً للحكمة البليغة (خير الأمور أوسطها)!.
     وحيث ان (ما خفي كان أعظم) لا تظهر الطباع على حقيقتها إلا بعد الزواج، فيلفت النظر و يدعو للحذر حالة التناقض الحاد بين الزوج و زوجته على نحو: ان تكون هي أبعد من الثريا، و هو أبطأ من السلحفاة، أو هي أبرد من الثلج، و هو أحر من الجمر، أو هي أجود من حاتم، وهو أحرص من نملة، أو هي أجبن من نعامة، و هو أشجع من ديك، أو هي أريق من الدماءـ و هو أغشم من السيل، أو هي أقبح من قرد، و هو أغزل من امرئ القيس، أو هي أرق من النسيم و هو أثقل من جبل، أو هي أقسى من حجر، و هو أحكم من لقمان، أو هي أحن من الأم على أولادهاـ و هو أخون من ذنب، أو هي أكتم من الأرض، و هو اشهر من نار على علم، أو هي أصفى من الدمعة، و هو أفسد من السوس، أو هي أيأس من غريق، و هو أطمع من أشعب!.
فهل يصدق الوصف الحكيم (بعد التعديل) و بضدها يتميز (الأزواج)؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع شبكة الإعلام العربية (محيط) و أعيد نشره في صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 20/12/2007